تشهد جراحات السمنة مثل تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة اهتمامًا متزايدًا في السعودية، خاصة في مدن مثل جدة، مكة، والمنطقة الغربية. مع ذلك، تظل مخاطر جراحات السمنة قضية هامة يجب فهمها بعمق لتفادي المضاعفات وتحقيق نتائج ناجحة. يُعد دعم فريق الرعاية الصحية المتخصص أمرًا أساسيًا، ويقدم الدكتور عصام باتياه في عيادته في السعودية الإرشادات اللازمة للمرضى قبل وبعد الجراحة.
أهمية التوعية والمراقبة بعد الجراحة
بعد إجراء جراحات السمنة، يحتاج المرضى إلى متابعة دقيقة من قبل أخصائيي الرعاية الصحية. تركز برامج المتابعة على:
- التعرف المبكر على المضاعفات.
- تعديل نمط الحياة الغذائي.
- تحسين مستويات النشاط البدني.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
يبدأ النظام الغذائي التدريجي بعد العملية بسلسلة من المراحل، بدءًا من السوائل لمدة 3 أسابيع مرورًا بالأطعمة المهروسة ثم الأطعمة الصلبة الطرية، وصولاً إلى تناول كميات صغيرة من الطعام الطبيعي بعد الأسبوع العاشر. يُعد هذا النهج أمرًا حيويًا لتقليل مخاطر المضاعفات وضمان شفاء آمن.
المضاعفات المحتملة لجراحات السمنة

1. تسرب تفاغري
يُعد تسرب التفاغر من المخاطر الحرجة التي قد تحدث في الأيام الأولى بعد الجراحة، ويتميز بآلام شديدة في البطن، تسرع في ضربات القلب، حمى، وتغير في عدد الكريات البيضاء. غالبًا ما يكون الطرف القريب من خط الدباسة عند الوصلة المعدية المريئية هو الأكثر عرضة لهذه المشكلة. يُنصح باستخدام تقنيات التصوير المقطعي المحوسب مع مادة تباين للكشف المبكر عن التسرب.
2. الفتق الداخلي
يحدث الفتق الداخلي عندما تبرز الأمعاء من خلال عيوب في المساريقا التي تكونت جراحيًا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انسداد الأمعاء الدقيقة أو حتى نقص التروية. رغم صعوبة تشخيص الفتق الداخلي بسبب أعراضه غير المحددة، يمكن للأشعة المقطعية أن تكشف عن العلامات الدقيقة مثل “علامة الدوامة”. تُعد إجراءات الإغلاق الجراحي أثناء العملية من الوسائل الفعالة للحد من هذا الخطر.
3. القرحة
تظهر القرحة كواحدة من المضاعفات الشائعة بعد جراحات السمنة، مما يتطلب استخدام مثبطات مضخة البروتون لفترة متفاوتة بعد العملية؛ حيث يحتاج مرضى تكميم المعدة عادةً إلى 6 أسابيع، بينما قد يستمر مرضى تحويل مسار المعدة لمدة تصل إلى 6 أشهر. يتم منع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتقليل خطر حدوث قرح هامشية في الجيب المعدي.
4. متلازمة الإغراق
تحدث هذه المتلازمة عند تناول وجبة غذائية كبيرة تحتوي على كميات مفرطة من الكربوهيدرات، ما يؤدي إلى إفراز مفرط للأنسولين وسرعة في ظهور الأعراض مثل الألم البطني، التشنجات، القيء، الإسهال، واحمرار البشرة. الوقاية تكون من خلال تناول وجبات غنية بالبروتين وتجنب الكربوهيدرات البسيطة.
5. تكوّن حصوات المرارة
قد يؤدي فقدان الوزن السريع إلى تكوّن حصوات المرارة، وهو ما يستدعي مراقبة دقيقة وفي بعض الحالات استئصال المرارة بشكل متزامن. تُعد المضاعفات الصفراوية أكثر شيوعًا بعد تحويل مسار المعدة، مما يتطلب عناية خاصة في التقييم بعد الجراحة.
التعديلات الضرورية بعد جراحة السمنة
إدارة الإمساك
يعاني العديد من المرضى من الإمساك بعد جراحة السمنة. ينصح بشرب ما يزيد عن لتر ونصف من الماء يوميًا واستخدام عصير البرقوق وملينات مثل دواء دوكوسات أو ملين بولي إيثيلين جلايكول (PEG) لضمان ترطيب الجسم وتنشيط حركة الأمعاء.
تعديل استخدام الأدوية
فقدان الوزن بعد الجراحة يؤثر على توزيع وامتصاص الأدوية داخل الجسم. قد تحتاج جرعات بعض الأدوية إلى تعديل بعد العملية نظرًا لتغير مستويات الدهون والماء في الجسم. يتم ذلك تحت إشراف دقيق من فريق الرعاية الصحية لضمان تحقيق الفعالية المرجوة دون آثار جانبية.
تناول المكملات الغذائية
بعد جراحة السمنة، يكون هناك نقص محتمل في العديد من العناصر الغذائية مثل الحديد، فيتامين د، فيتامينات A وE وK، فيتامين ب12، والكالسيوم. لذلك ينصح بتناول مكملات غذائية بجرعات مناسبة لضمان تعويض النقص وتحسين الصحة العامة، كما يُعد تناول فيتامين C لتحسين امتصاص الحديد وفيتامين ب12 خطوة هامة.
وسائل منع الحمل
توصي عيادة الدكتور عصام باتياه باستخدام وسائل منع الحمل لمدة عامين بعد الجراحة للمرضى من فئة النساء في سن الإنجاب. هذه الخطوة تضمن استقرار الحالة الغذائية وتجنب أي مضاعفات محتملة خلال الحمل.
كيفية تجنب مخاطر جراحات السمنة
نجاح جراحة السمنة لا يعتمد فقط على العملية نفسها، بل يتطلب التزامًا طويل الأمد بنمط حياة صحي. من أهم النقاط:
- اتباع الإرشادات الغذائية: تجنب تناول الوجبات السائلة ذات السعرات العالية والالتزام بفصل تناول الأطعمة الصلبة عن السوائل بفاصل 30 دقيقة.
- ممارسة النشاط البدني: يُنصح بممارسة النشاط البدني بما لا يقل عن 300 دقيقة أسبوعيًا، ويمكن إدراج النشاط في الحياة اليومية من خلال زيادة عدد الخطوات.
- الدعم النفسي والاجتماعي: تقديم الدعم من قبل مختصين في الرعاية الصحية لمساعدة المرضى على تجاوز التحديات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
بعد جراحة السمنة، يصبح الالتزام بنمط حياة متوازن أمرًا لا بد منه لتفادي مخاطر جراحات السمنة وتحقيق نتائج مرضية وطويلة الأمد. من خلال اتباع نظام غذائي تدريجي دقيق، ومراقبة المضاعفات مثل تسرب التفاغر، الفتق الداخلي، القرحة، متلازمة الإغراق، وتكوّن حصوات المرارة، يمكن للمرضى تحقيق شفاء ناجح. كما يُعد تعديل استخدام الأدوية، التحكم في استهلاك الكحول، والاعتماد على المكملات الغذائية من العوامل الهامة لاستمرارية التحسن الصحي. في النهاية، يُعد الالتزام بتعليمات عيادة الدكتور عصام باتياه وتلقي الدعم المستمر من فريق متخصص خطوة أساسية لتجنب المخاطر وتحسين جودة الحياة بعد العملية.
باتباع هذه الإرشادات، يمكن للمريض أن يواجه تحديات ما بعد الجراحة بثقة، مما يساعده على استعادة وزنه الصحي والتقليل من الأمراض المصاحبة للسمنة، وبالتالي تعزيز مستويات الطاقة والثقة بالنفس على المدى البعيد.