بعد إجراء عملية تكميم المعدة، يلاحظ الكثير من المرضى تغيّرًا كبيرًا في شهيتهم وعاداتهم الغذائية. ومع ذلك، يواجه بعض المرضى تحديًا كبيرًا يتمثل في الشعور بالجوع المستمر، حتى بعد تقليص حجم المعدة بشكل ملحوظ. فالشعور بالجوع كل ساعتين أو ثلاث ساعات بعد العملية قد يكون محبطًا ومرهقًا، خصوصًا لأولئك الذين يأملون في فقدان الوزن بسرعة وتحقيق نتائج طويلة المدى.
الدكتور عصام باتياه، استشاري جراحة السمنة والمناظير في جدة والمنطقة الغربية، يؤكد أن الشعور بالجوع بعد عملية تكميم المعدة ليس أمرًا غير طبيعي، ولكنه يحتاج إلى فهم دقيق وإدارة صحيحة لضمان نجاح الجراحة واستدامة فقدان الوزن.
لماذا أشعر بالجوع بعد عملية تكميم المعدة؟
تكميم المعدة يهدف إلى تقليل حجم المعدة، مما يؤدي إلى استهلاك أقل للسعرات الحرارية والشعور بالشبع بشكل أسرع. ومع ذلك، هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى استمرار الشعور بالجوع بعد العملية، منها:
1. التغيرات الهرمونية وهرمون الغريلين
هرمون الغريلين، المعروف بـ هرمون الجوع، يُفرز بشكل رئيسي من المعدة ويحفز الشهية. بعد عملية التكميم، من المتوقع أن تنخفض مستويات الغريلين مؤقتًا، مما يقلل الشعور بالجوع. لكن مع مرور الوقت، قد تعود مستويات الهرمون للارتفاع تدريجيًا، مما يجعل المرضى يشعرون بالجوع كل ساعتين أو ثلاث ساعات.
2. نقص البروتين
البروتين يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة الشعور بالشبع. يحتاج مرضى تكميم المعدة عادةً إلى 80-100 غرام من البروتين يوميًا. قلة البروتين يمكن أن تؤدي إلى الجوع المستمر وإضعاف فقدان الوزن.
3. نقص الألياف
الألياف تساعد على تعزيز الشبع وإبطاء الهضم. بعد العملية، يحتاج المريض إلى دمج الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة في نظامه الغذائي.
4. تناول السعرات الحرارية غير الكافية
عدم تناول كمية كافية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالجوع المستمر. يوصى عادةً باستهلاك ما بين 1000 و1200 سعر حراري يوميًا لتحقيق فقدان الوزن بشكل صحي بعد الجراحة.
5. تناول الطعام بسرعة وعدم مضغه جيدًا
الأكل السريع يقلل من قدرة الدماغ على استقبال إشارات الشبع، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام والشعور بالجوع بشكل أسرع. مضغ الطعام ببطء يساعد على تحفيز الشعور بالشبع وتقليل الجوع بين الوجبات.
6. العطش والخمول
غالبًا ما يخلط الجسم بين العطش والجوع. عدم شرب كمية كافية من السوائل يمكن أن يُفسر على أنه شعور بالجوع. لذلك، من المهم الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب الماء والمشروبات الخالية من السكر بانتظام.
7. الجوع العاطفي أو جوع الرأس
ليست كل رغبة في تناول الطعام ناجمة عن الجوع الجسدي. فقد يكون الجوع النفسي أو العاطفي ناتجًا عن التوتر أو العادات القديمة أو الشعور بالملل، وقد يكون من الصعب التفريق بينه وبين الجوع الحقيقي بعد العملية.
8. زيادة النشاط البدني
مع زيادة النشاط البدني بعد الجراحة، يحتاج الجسم إلى مزيد من الطاقة. إذا لم يتم تعديل استهلاك السعرات الحرارية وفق النشاط، قد يحدث شعور بالجوع المستمر.
ذات صلة:
أفضل عيادة تكميم في جدة
أفضل دكتور تكميم معدة في السعودية
كيف تتحكم في الجوع بعد عملية تكميم المعدة؟
الدكتور عصام باتياه يوضح أن التحكم في الجوع بعد العملية يعتمد على مزيج من التغذية السليمة، العادات اليومية، والمتابعة الطبية. إليك أهم الاستراتيجيات:
1. إعطاء الأولوية للبروتين
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، يساعد على تقليل مستويات هرمون الغريلين وإطالة فترة الشبع.
2. دمج الألياف في النظام الغذائي
الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، وبذور الشيا أو الكتان، تساعد على زيادة حجم المعدة وإبطاء عملية الهضم، مما يقلل الشعور بالجوع.
3. مضغ الطعام ببطء
تناول الطعام ببطء يمنح الدماغ الوقت لمعالجة الإشارات العصبية المرتبطة بالشبع، ويقلل الرغبة في تناول المزيد من الطعام بسرعة.
4. شرب كمية كافية من السوائل
الماء والمشروبات الخالية من السكر تساعد على كبح الشعور بالجوع وتعويض السوائل المفقودة، خصوصًا بين الوجبات.
5. النوم الجيد
قلة النوم تزيد من هرمون الغريلين وتقلل من هرمون الشبع “الليبتين”، مما يرفع الشهية. النوم المنتظم يساعد على تنظيم مستويات هذه الهرمونات.
6. التحكم في التوتر
التوتر المزمن يرفع مستويات الكورتيزول والغريلين، ما يزيد الشهية. ممارسة التأمل، التنفس العميق، أو ممارسة الرياضة الخفيفة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر.
7. مراقبة وجباتك
استخدام التطبيقات لتتبع الوجبات والسعرات الحرارية يساعد على فهم عادات الأكل والحد من الإفراط في الطعام.
8. استخدام وسائل التشتيت
عندما تشعر بالرغبة في تناول الطعام دون جوع حقيقي، جرب القيام بنشاطات مثل المشي، القراءة، ممارسة هواية، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
عادةً يتغير الشعور بالجوع في الأشهر الأولى بعد عملية التكميم، يقل شعور الجوع بشكل ملحوظ بسبب صغر حجم المعدة وانخفاض مستويات الغريلين. ومع مرور الوقت، قد يعود الشعور بالجوع تدريجيًا، لكن بشكل أقل شدة من السابق. هذا الأمر طبيعي ولا يدل على فشل العملية، ويعتمد على التكيف الهرموني والنظام الغذائي اليومي.
الآثار الجانبية المحتملة بعد عملية التكميم
إلى جانب الشعور بالجوع المستمر، قد يواجه بعض المرضى مشاكل هضمية أخرى مثل:
- الغثيان: خاصة عند تناول كميات أكبر من اللازم أو أطعمة صعبة الهضم.
- عسر الهضم: نتيجة انخفاض سعة المعدة.
- عدم تحمل بعض الأطعمة: مثل اللحوم الحمراء أو الأطعمة الغنية بالنشا.
- الإسهال: ناتج عن اختلال توازن البكتيريا أو سوء امتصاص العناصر الغذائية.
- سوء التغذية: إذا لم يتم تناول ما يكفي من البروتين أو العناصر الغذائية.
- الجوع النفسي أو إدمان الطعام: قد يلجأ البعض للطعام للتكيف مع التوتر.
نصائح عملية من تجارب المرضى
- تناول الحساء الغني بالبروتين مثل مرق العظام أو حساء الدجاج المطبوخ ببطء لزيادة الشبع ودعم صحة الأمعاء والجلد.
- استخدام تطبيقات تتبع الوجبات لمعرفة الأنماط الغذائية والتحكم في الجوع.
- ممارسة الرياضة بانتظام لكن مع ضبط استهلاك السعرات لتجنب الجوع المفرط.
- الالتزام بجدول وجبات من 5 إلى 6 وجبات صغيرة يوميًا، مع مضغ الطعام ببطء وشرب السوائل بين الوجبات.
الأسئلة الشائعة
كم مرة يجب أن آكل بعد العملية؟
يُنصح بتناول 5-6 وجبات صغيرة يوميًا في البداية، ثم تقليلها تدريجيًا حسب توصية الطبيب وأخصائي التغذية.
كم من الوقت سأشعر بالجوع بعد العملية؟
الشعور بفقدان الشهية يحدث عادة في الأشهر القليلة الأولى، ويعود تدريجيًا لاحقًا.
ماذا يحدث إذا تناولت الطعام بسرعة بعد العملية؟
قد يؤدي ذلك إلى تمزق خط الدبابيس أو انسداد المعدة، لذا يجب الالتزام بنظام غذائي تدريجي من السوائل إلى الأطعمة الصلبة.
هل يمكن أن يعود هرمون الغريلين؟
نعم، مستويات الغريلين قد تعود تدريجيًا، لكن غالبًا لا تصل لمستوى ما قبل الجراحة، ومع الالتزام بالنظام الغذائي يمكن التحكم بالجوع.
الجوع بعد عملية تكميم المعدة هو أمر شائع وطبيعي جزئيًا، لكنه قابل للإدارة والتحكم. من خلال تناول البروتين والألياف، شرب كمية كافية من الماء، مضغ الطعام ببطء، التحكم في التوتر، ومراقبة الوجبات، يمكن لمرضى الدكتور عصام باتياه في جدة والمنطقة الغربية التغلب على الشعور بالجوع المستمر، وتحقيق نتائج مرضية ومستدامة في فقدان الوزن وصحة الجسم العامة.