يُعدّ الإسهال بعد عملية تكميم المعدة من المشكلات الشائعة التي قد تواجه بعض المرضى بعد خضوعهم لجراحة إنقاص الوزن. هذه الحالة قد تكون مزعجة، خاصة إذا تكررت أو استمرت لفترات طويلة، وقد تؤثر على جودة الحياة اليومية. عادةً، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف حدة الأعراض، لكن من المهم فهم الأسباب الرئيسية للإسهال وكيفية التعامل معه بشكل فعال بعد الجراحة.
هل من الطبيعي حدوث إسهال بعد التكميم؟
الإسهال بعد جراحة تكميم المعدة يُعتبر شائعًا ويحدث لعدة أسباب متداخلة. من أبرز هذه الأسباب متلازمة الإغراق المبكر، وهي حالة تنتقل فيها الأطعمة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة أكبر من الطبيعي. على الرغم من كونها مزعجة، فإن العديد من الجراحين يراها عنصرًا مهمًا في فقدان الوزن بعد الجراحة، لأنها تساعد على تقليل الشهية والتحكم في تناول الطعام.
بشكل عام، يُعرف الإسهال بأنه زيادة في تكرار التبرز، أو تحول البراز إلى قوام رخو أو مائي. تختلف شدته وأسبابه من شخص لآخر، وتشمل عدة أنواع، مثل:
- الإسهال الأسموزي: يحدث عندما يحتوي الطعام أو السوائل على عناصر لا تستطيع الأمعاء امتصاصها بشكل كامل، مثل بعض السكريات أو الأطعمة الغنية باللاكتوز.
- الإسهال الإفرازي: ناتج عن زيادة إفراز السوائل في الأمعاء نتيجة بعض الأدوية أو التهابات المعدة.
إذا كنت تعاني من الإسهال بعد تكميم المعدة، فإن ضبط نمط تناول الطعام وأخذ الوقت الكافي أثناء الوجبات يمكن أن يساعد على تقليل المشكلة. يُنصح بمضغ الطعام جيدًا وتناول الوجبات ببطء، مع تخصيص 20 إلى 30 دقيقة لكل وجبة حتى لو كانت صغيرة.
الإسهال بعد تحويل مسار المعدة
ليس الإسهال مقتصرًا على تكميم المعدة فقط، بل يمكن أن يظهر بعد تحويل مسار المعدة أيضًا. غالبًا ما يكون مرتبطًا بمتلازمة الإغراق، والتي تحدث في نحو 85% من الحالات بعد تحويل مسار المعدة. السبب الرئيسي هنا غالبًا هو تناول السكريات المكررة والكربوهيدرات عالية المؤشر الجلايسيمي أو منتجات الألبان الدهنية.
أسباب الإسهال بعد عملية تكميم المعدة
الإسهال بعد عملية تكميم المعدة يمكن أن يحدث نتيجة عدة عوامل، منها ما يتعلق بالتغيرات الجسدية بعد الجراحة، ومنها ما يرتبط بالنظام الغذائي أو العدوى:
1. تغير امتصاص الأحماض الدهنية
بعد جراحة تكميم المعدة، قد تتغير طريقة امتصاص الأحماض الدهنية في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تهيج القولون وحدوث الإسهال. هذا النوع من الإسهال غالبًا ما يكون مزمنًا إذا لم يتم تعديل النظام الغذائي بشكل مناسب.
2. متلازمة الإغراق المبكر
تحدث هذه المتلازمة عندما تنتقل الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون بسرعة إلى الأمعاء الدقيقة، مسببة الإسهال، والغثيان، والقيء، وأحيانًا الدوار. غالبًا ما تنتج عن الإفراط في تناول الطعام أو شرب السوائل مباشرة بعد الوجبة.
3. العدوى
يمكن أن يكون الإسهال ناتجًا عن فيروس أو بكتيريا تؤثر على الأمعاء. بعد جراحة السمنة، قد يكون الجسم أكثر عرضة لبعض الالتهابات، لكن الجهاز المناعي عادة ما يقاوم هذه العدوى مع مرور الوقت.
4. الأدوية
بعض الأدوية المستخدمة بعد الجراحة، مثل الملينات أو مضادات الحموضة، يمكن أن تسبب إسهالًا إفرازيًا عن طريق زيادة إفراز السوائل في الأمعاء.
5. عدم تحمل بعض الأطعمة
بعد جراحة تكميم المعدة، قد يزداد حساسية الجهاز الهضمي تجاه بعض الأطعمة، ومن أبرزها:
- الغلوتين: موجود في القمح والشعير ويؤثر على بعض الأشخاص الذين لديهم عدم تحمل.
- الساليسيلات: توجد في الفواكه والخضروات والمكسرات والتوابل، وقد تسبب الإسهال لدى الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة.
- الهيستامين: موجود في المنتجات المخمرة، مثل الجبن الصلب والفواكه المجففة، وقد يؤدي إلى مشاكل هضمية.
- الكحول وبعض السوائل الأخرى قد تؤدي أيضًا إلى الإسهال.
نصائح غذائية لتقليل الإسهال بعد تكميم المعدة
التعامل مع الإسهال بعد عملية تكميم المعدة يبدأ بتعديل النظام الغذائي بطريقة مدروسة:
- اشرب كمية كافية من الماء للحفاظ على الترطيب.
- تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والمحتوية على الكافيين والسكريات المكررة.
- تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم بدلاً من وجبات كبيرة.
- أعد إدخال الأطعمة تدريجيًا لتحديد أي نوع يسبب الإسهال.
- احتفظ بمذكرات غذائية لتتبع الأطعمة التي تسبب الأعراض وتجنبها.
علاج الإسهال بعد عملية تكميم المعدة
معظم حالات الإسهال بعد جراحة تكميم المعدة يمكن إدارتها بتغييرات بسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي، لكن في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى تدخل طبي:
- الحفاظ على الترطيب: شرب الماء والمحاليل المتوازنة لتجنب الجفاف.
- تعديل النظام الغذائي: الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الإسهال، وزيادة تناول الألياف تدريجيًا.
- تناول الطعام ببطء: منح الجهاز الهضمي الوقت الكافي لهضم الطعام.
- استشارة طبيب متخصص: إذا استمر الإسهال، قد يصف الطبيب أدوية لتقليل التهيج وتحسين امتصاص الغذاء.
- المتابعة مع أخصائي تغذية: لضمان أن النظام الغذائي متوازن ويقلل من خطر حدوث الإسهال.
الإسهال بعد عملية تكميم المعدة حالة شائعة، ويمكن أن تنجم عن عدة أسباب تتراوح بين التغيرات في الهضم، ومتلازمة الإغراق المبكر، وعدم تحمل بعض الأطعمة، أو العدوى. التكيف مع التغييرات في الجهاز الهضمي، وضبط النظام الغذائي، والحفاظ على الترطيب، كلها عوامل تساعد على الحد من المشكلة.
إذا استمر الإسهال لفترة طويلة أو أصبح مزمنًا، من الضروري مراجعة الدكتور عصام باتياه في جدة والمنطقة الغربية لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. غالبًا ما يتمكن أخصائي التغذية من تحديد الأطعمة المهيجة ووضع خطة غذائية تساعد على تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة بعد الجراحة.
الأسئلة الشائعة
هل الإسهال شائع بعد جراحة السمنة؟
نعم، وخاصة بعد جراحة تحويل مسار المعدة أو تكميم المعدة. يمكن أن يؤثر الإسهال على جودة الحياة وقد يؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية إذا استمر لفترات طويلة.
ما هي علامات تسرب المعدة بعد التكميم؟
تشمل الحمى المستمرة، وألم البطن، وزيادة معدل ضربات القلب، والغثيان أو القيء، وصعوبة التنفس، وانخفاض ضغط الدم وإنتاج البول.
كيف يمكن علاج الإسهال بعد جراحة السمنة؟
زيادة الألياف تدريجيًا، تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والسكريات المكررة، والحفاظ على الترطيب، والتشاور مع طبيب أو أخصائي تغذية عند الحاجة.
كم يستغرق التعافي بعد جراحة تكميم المعدة؟
قد تشعر بتحسن خلال أسبوعين تقريبًا، لكن التعافي الكامل للمعدة والجهاز الهضمي قد يستغرق من 6 إلى 8 أسابيع.