Card Image

يقدم الدكتور عصام باتياه أهم أسباب السمنة والأضرار المتربطة بالسمنة على الصحة العامة وما يجب القيام به اذا كانت حالتك تميل الى السمنة أو السمنة المفرطة، تابع القراءة لمعرفة كل شيء.

ما المقصود بالسمنة؟

تعد السمنة من المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأشخاص خاصة في السنوات الأخيرة ويرجع ذلك لعدة أسباب سنذكرها لك، ولكن في البداية لنعطيك نبذة بسيطة عن السمنة، تُعرف السمنة أو ما يسمى أيضًا بالوزن الزائد على أنها تراكم غير طبيعي ومفرط للدهون بالإضافة إلى أن مؤشر كتلة الجسم غالبًا ما يكون أعلى من 30، فالسمنة لا تعد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي فقط بل تعد مشكلة طبية حقيقية قد تؤدي للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الأخرى.

ما الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسمنة؟

توجد العديد من الأسباب التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، فهي غالبًا تحدث عندما يتم تخزين السعرات الحرارية الزائدة في الجسم على شكل دهون خاصة تلك الموجودة بالأطعمة الدهنية والغنية بالسكر، ومن الأسباب الأخرى أيضًا:

  • الوراثة: تؤثر الجينات تؤثر على كيفية استخدام الجسم للطعام وتخزين الدهون.
  • الحالات الصحية: تؤثر بعض الحالات الصحية، مثل: خمول الغدة الدرقية على الوزن، فهي تساهم أحيانًا في زيادة الوزن.
  • بعض الأدوية: تساهم بعض الأدوية، مثل: المنشطات، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية السكري في الإصابة بالسمنة.
  • النظام الغذائي غير الجيد: من الطبيعي عند تناول كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة والسريعة، وشرب الكثير من المشروبات السكرية يقوم الجسم بتخزين السعرات الحرارية على شكل دهون في الجسم والذي بدوره يؤدي لزيادة الوزن.
  • قلة النشاط البدني: البعض تتطلب وظائفهم الجلوس لمعظم اليوم والبعض الآخر يفضل تناول الطعام والاسترخاء دون ممارسة الرياضة وبالتالي يتم تخزين الطعام والطاقة الإضافية غير المستهلكة على شكل دهون.
  • العمر: السمنة قد تحدث في أي عمر أي أنها قد تصيب الكبار والصغار.
  • الحمل: تعد زيادة الوزن خلال الحمل شائعة ولكن تجد العديد من النساء صعوبة في التخلص من هذا الوزن بعد الولادة وبالتالي قد تساهم زيادة الوزن هذه الإصابة بالسمنة.
  • اضطرابات النوم: تؤدي قلة أو النوم الكثير لحدوث تغيرات هرمونية تزيد الشهية وبالتالي تساهم في زيادة الوزن.
  • التوتر: من الطبيعي أن تؤثر بعض العوامل الخارجية على الحالة المزاجية والتي تجعل بعض الأشخاص يتناولون المزيد من الطعام ذات السعرات الحرارية العالية خاصة عند تعرضهم لمواقف مسببة للتوتر.

ما أضرار السمنة على الجسم؟

للأسف أن السمنة تؤثر على الجسم بشكل سلبي جدًا أي أن الأشخاص المصابين بمرض السمنة أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، مثل: 4 ، 5

  • السكتة الدماغية: تزيد السمنة من خطر توقف تدفق الدم إلى الدماغ والإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
  • انقطاع النفس النومي: الأشخاص المصابين بالسمنة قد يتوقف التنفس لديهم لفترات قصيرة مما يجعل التنفس صعبًا خاصة في الليل.
  • مشكلات الجهاز الهضمي: من الشائع أن يعاني البعض من: الارتجاع المعدي المريئي، أو حصوات المرارة، أو تراكم الدهون الكبد والذي بدوره يؤدي لمضاعفات خطيرة، مثل: تلف الكبد وتندب الأنسجة.
  • تصلب الشرايين: وتعد هذه إحدى الأضرار الرئيسية التي قد يصاب بها مرضى السمنة حيث أنه بسبب ارتفاع ضغط الدم تصبح الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى القلب صلبة وضيقة.
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم: تساهم السمنة في جعل خلايا الجسم أكثر مقاومة للإنسولين مما يؤدي لزيادة نسبة السكر في الدم.
  • فقدان كثافة العظام وكتلة العضلات: يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على العظام وبالتالي قد يعاني بعض الأشخاص من ضعف العظام والعضلات، كما أنه قد يزيد الضغط على المفاصل والذي بدوره يؤدي إلى الألم والتصلب.
  • الاكتئاب: يعد الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بغيرهم.

ما طرق علاج السمنة؟

نؤكد في هذه الفقرة على أهمية استشارة الطبيب والمختصين لتقييم الملف الصحي لكل شخص ومعرفة الأسباب والعوامل المؤدية للسمنة، حيث أن كل شخص قد تختلف خطة العلاج لديه عن الشخص الآخر، ولكن بشكل عام قد تتضمن خطة العلاج ما يأتي:

التغييرات الغذائية

تعد التغييرات الغذائية من أهم الخطوات التي تساهم في إنقاص الوزن حيث أن المختص سيحدد لكل شخص الأطعمة والحصص المناسبة له، وتعد الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والألياف من الأطعمة الرئيسية التي تجعل الشخص يشعر بالشبع والتي بدورها تساعد على تخزين سعرات حرارية أقل.

زيادة النشاط البدني

من المعروف أن النظام الغذائي مرتبط أيضًا بالرياضة حيث أن الرياضة تعد مهمة لإنقاص الوزن والحفاظ عليه، لذلك ينصح بممارسة الرياضة من 3 – 5 مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل.

العلاجات السلوكية

يحتاج بعض الأشخاص إلى ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي والذي يلعب دورًا مهمًا في رحلة إنقاص الوزن من خلال برمجة العقل على دعم التغييرات الإيجابية والمساعدة في إدارة التوتر ومعالجة العوامل النفسية والعاطفية لفقدان الوزن.

الأدوية

يوصي الطبيب في بعض الأحيان وحسب الحالة الصحية لكل شخص ببعض الأدوية والتي تساعد على إنقاص الوزن، وتشمل:

  1. أورليستات (Orlistat).
  2. فينترمين (Phentermine).
  3. بنزفيتامين (Benzphetamine).

الإجراءات الجراحية للتخلص من السمنة: ما هي؟

تعد الجراحة من الحلول الأخيرة التي يلجأ لها الأطباء وغالبًا ما تكون لحالات معينة، مثل: الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسمنة من الدرجة الثالثة، فهي من الحلول الحادة ولكنها فعالة للغاية لفقدان الوزن بشكل كبير على المدى الطويل، وبشكل عام انتشرت في السنوات الأخيرة جراحات علاج السمنة وازداد الإقبال عليها من الكثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ولم تنجح معهم الطرق السابقة التي ذكرناها لك وعلى الرغم من تعدد الجراحات والتقنيات إلا أن جميعها تهدف إلى هدف واحد وهو تقليل حجم المعدة، ومن إجراءات جراحة السمنة، ما يأتي:6

عملية تكميم المعدة (Sleeve gastrectomy)

عادةً ما يتم إجراؤه عن طريق المنظار والذي يتضمن إدخال أدوات دقيقة عبر شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن، وبالتالي يتم استئصال 80% تقريبًا من المعدة لتقليل حجم المعدة والذي بدوره يؤدي لتحديد مقدار الطعام الذي يمكن للشخص استهلاكه.

عملية ربط المعدة (Gastric band)

غالبًا ما يتم إجراؤها عن طريق المنظار حيث أن الطبيب يقوم بوضع رباط  حول الجزء العلوي من المعدة لعمل كيس صغير لحمل الطعام وبالتالي يحد هذا الرباط من كمية الطعام التي يمكن تناولها من خلال أن يشعر الشخص بالشبع بعد تناول كميات صغيرة من الطعام

عملية تحويل مسار المعدة (Gastric bypass) (Roux-en-Y)

أما بالنسبة لعملية تحويل مسار المعدة أو المسماة بجراحة المجازة المعدية التي تساعد على إنقاص الوزن وتحسين الصحة، فالعملية تساعد على تقليل حجم المعدة وتغيير طريقة امتصاص المعدة والأمعاء الدقيقة للطعام، ويتم ذلك من خلال عمل جيب صغير من المعدة وتوصيله بالأمعاء الدقيقة مباشرة وبالتالي بعد تحويل مسار المعدة ينتقل الطعام الذي تم تناوله إلى الجيب الصغير للمعدة ومنه إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة.

عملية تبديل الاثني عشر (Duodenal switch)

تعرف عملية تبديل مسار الاثني عشر بأسماء أخرى، مثل: التحويل الصفراوي البنكرياسي أو تغيير مسار المعدة، وتجمع هذه العملية بين إجرائين وهما: استئصال المعدة وإزالة جزء منها مع تحويل مسار المعدة مما يجعل المسار الذي يسلكه الطعام عبر الأمعاء أقصر، وبالتالي يحد من كمية الطعام التي يمكن للمعدة استيعابها، وليس هذا فحسب بل يساعد هذا الإجراء على تقليل هرمونات الجوع التي تنتجها المعدة والأمعاء الدقيقة بشكل طبيعي.

طرق الوقاية من السمنة

تعد السمنة مشكلة شائعة بشكل متزايد حيث أن البيئة التي نعيش فيها تجعل من الصعب على الكثير من الناس تناول الطعام الصحي والقيام بنشاط بدني كافٍ، ولكن الخبر السار أنه يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالسمنة من خلال إجراء بعض التغيرات في نمط الحياة وإيجاد الطرق المناسبة لكل شخص حيث أن ليست كل طريقة لفقدان الوزن مناسبة للجميع، ولكن بشكل عام يمكن الوقاية من السمنة من خلال:

  • استهلاك كميات أقل من الدهون السيئة واستبدالها بالدهون الجيدة، حيث أنه وجدت بعض الأبحاث أن تناول الدهون الغذائية الصحية تساعد على تحسين مستويات الكوليسترول في الدم والذي بدوره يقلل من مخاطر الإصابة بالسمنة.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر حيث أن هذه العناصر تسجع على الإفراط في تناول الطعام.
  • التركيز على الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض حيث أنها تساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم والذي بدوره يساعد على إدارة الوزن.
  • الحصول على دعم من العائلة والأصدقاء من خلال الطهي سويًا أو إشراكهم في نمط حياة صحي للتشجيع على فقدان الوزن وتجنب السمنة.
  • دمج النشاط البدني في نمط الحياة حيث أنه يعد أمرًا مهمًا للحفاظ على الوزن أو فقدانه، لذلك ينصح بممارسة التمارين الهوائية المعتدلة من 3 – 5 أيام في الأسبوع.
  • الابتعاد عن المواقف المسببة للتوتر ومحاولة إيجاد طرق للتعامل معها، لتجنب الإفراط في الطعام وزيادة الوزن.